ads_728_90

أخبار الأنترنت

رمضان بلا نفحات إيمانية ودعوات لمقاطعة البرامج التلفزيونية

لأنه صار مرتبطا بالفوازير والمسلسلات:

رمضان بلا نفحات إيمانية ودعوات لمقاطعة البرامج التلفزيونية


أغمض عينيك عن المسلسلات وتفرغ للطاعات

ظهرت حملة عبر صفحات الفيس بوك تدعو لمقاطعة القنوات الفضائية في رمضان بعنوان "التلفزيون في رمضان.. هتقدر تغمض عينيك؟!" وذلك لمواجهة البرامج والمسلسلات التي تعرض في هذا الشهر الكريم، فوسائل الإعلام العربية التي عرفت بحق رمضان، فأثرته بكل مدخراتها السنوية، فإذا صفدت الشياطين، من سيشغل شبابنا وفتياتنا عن ذكر الله سوى سهرهم أمام الشاشة من مسلسل إلى سهرة إلى برامج الكاميرا الخفية – رامز قرش البحر- والذي يعتمد على إثارة الرعب والترويع من أجل إضحاك المشاهد!
فمعظم هذه القنوات تستعد لشهر رمضان قبل قدومه بأكثر من عشر أشهر، بل ولم ينس رؤوس الشر أن يستغلوا الإعلانات– عبر وسائل الإعلام المختلفة – إلى الاستمتاع بتناول السحور والتلذذ بمذاق الشيشة –النارجيلة- على أنغام المطرب ورقصات الفنانة وفرقة في الخيمة الرمضانية، ولسان حالهم يقول: شهر رمضان الذي أنزلت فيه الفوازير والمسلسلات!!
شراسة الفضائيات في رمضان
ومن الغريب أن هذه المسلسلات لا تعد إلا لرمضان، فما علاقة رمضان بهذا الكم من المسلسلات والبرامج الترفيهية، فهذا يثير في نفوس العقلاء الكثير من الريبة والشك بما يحمل من وشراسة متجاوزة للمألوف كمًّا ونوعًا للدخول بالمشاهدين في غيبوبة ما يعرض بل إنه يصاب بالتخمة، فينسى أنه بشهر الصيام والقيام والطاعة، بل وتمر الأيام وتسرق وقته، فيجد ثلاثون يوماً قد انقضوا سريعاً دون أن ينتهز فرص الرحمة والمغفرة.. لكن قد فات الأوان.
ومن العجيب أيضاً أن رمضان الحافل بالمنتجات الإعلامية ، بالإضافة إلى 90 برنامجا حواريا وترفيهيا ودينيا، حتى إنهم ليجعلون من رمضان موسما مثاليا لعرض أكثر ما في جعبتهم من الفساد ،والتي  تتقن العزف على ما تفترض هي بأنه احتياجات الجمهور، في حين هو جزء من الصراع والتكالب على المشاهدين، ومن قبله الصراع على كعكة الإعلانات، ونفس الأمر ينعكس على مئات البرامج الدينية أيضا.
باب الحارة ... فقط في رمضان
ومن الأسوأ حينما نقوم بدراسة محتوى هذه الأعمال الدرامية والبرامج التي تعزف على وتر – تناول قضايا ومشكلات المجتمع – أنها لا تعرض إلا كل سفيه، بين فتاة ترغب في الزواج رغماً عن أهلها ويكون ملاذها الزواج العرفي، وبين أخرى تتناول قضايا الشذوذ الجنسي كأنه صار واقع الأمة الإسلامية، وبها مشاهد تخل بحرمة هذا الشهر وتضيع الثواب، أو قضايا القتل والاختلاس والإدمان والسرقة، أهذه هي القضايا التي تشغل الأمة الإسلامية يا جيل الثورات ؟؟؟
كما أن البعض يعتقد بأن المسلسلات التي تتناول قضايا الجهاد من الأنسب عرضها في رمضان، مثال ذلك مسلسل باب الحارة الذي جاء بالأجزاء الخمسة على التوالي في رمضان، والآن الجزء السادس، فلماذا تخصيص عرضه في رمضان دون باقي العام، فهل هو جهل من المنتجين، أو هو تضافر مع أعداء الإسلام ضد المشاهد العربي، خاصة أن من أشرف على تصويره من مؤيدي النظام الحاكم في سوريا.
وحتى المسلسلات التاريخية "سرايا عابدين" والذي يسفه مكانة المرأة ويجعلها مجرد جسد، كما أنه شوه الوقائع التاريخية.
فضائياتنا تعاني من العقم الفني
توجهنا إلى الإعلامي الأستاذ همام عبد المعبود والذي يوضح قائلاً: " - تعاني الفضائيات في رمضان من تخمة في كمية البرامج والمسلسلات والأعمال الدرامية، كما تعاني من "إفلاس" فني، حيث تكرار الأفكار والأعمال" كما هو الحال في كل رمضان، ولا يتغير سوى الأسماء والوجوه بينما تبقى حالة "العقم الفني" مسيطرة، فلا تجد فكرة إبداعية جديدة، ولا برنامجًا أخاذًا، يفرض نفسه، وإجمالا لا يجد المشاهد أما هذا الزخم الهائل من الفضائيات العربية التي تكرر نفسها سوى أن يتنقل بالريموت بين المحطات عساه يجد شيئا جديرا بالمشاهدة، ثم ينتهي به الأمر إلى أن يغلق التلفاز!
وفي تقديري أن الفضائيات العربية تدفع بهذا الكم الهائل والذي يصعب متابعته خلال هذا الشهر الكريم، لعدة أسباب: إن أحسنا الظن بها وهي:
1- الرغبة في تسويق هذه الأعمال في العالم العربي الذي يدفع جيدا بغض النظر عن الجودة.
2- محاولة تقديم أفضل ما عندها في رمضان قناعة منها بان المشاهد يقضي وقتا كبيرا أمام الشاشة خلاله لينقضي الوقت وينسى جوعه.
3- هدف تجاري بحت وهو استثمار العائد الضخم من الإعلانات التي تتسابق لجذب المشاهد للمنتج الذي تعلن عنه.
4- سوء تخطيط من القائمين على هذه الفضائيات، يقوم على فكرة أن المشاهد العربي لا يشاهد التلفاز بكثافة سوى خلال شهر رمضان، وهو فهم خاطئ، بل إن العكس هو الصحيح حيث يسعى المواطن العربي خلال هذا الشهر الكريم إلى التصالح مع ربه، واستثمار وقته في التقرب إلى الله بقراءة القرآن والذكر والاستغفار والمحافظة على أداء الصلوات في المساجد ليتمتع بمضاعفة الأجر التي هي خصيصة لهذا الشهر المبارك.
معاً نقاطع
هذا بالطبع إن أحسنا الظن - ونحن شرعا مأمورون بذلك- غير أن هناك من يرى أن هناك أيادي خفية تعمل في الظلام، تستهدف صرف أبناء هذه الأمة وخاصة من الشباب عن دينهم، وربهم، ومن ثم فإنهم يستعدون لهذا الشهر طوال العام فيحشدون له المال والإمكانات والمشاهير من نجوم الفن والرياضة، لإبعاد الشباب المسلم عن المساجد، في حلقة من حلقات تجهيل الأمة وإقصائها عن دينها وشرع ربها".
وأخيرا فيجب على شبابنا وأولياء أمورنا أن يعلوا أنه ما من مسلم يصوم رمضان إيماناً واحتساباً إلا ذاق حلاوة التقرب إلى الله ، وفاز بجوائز رمضان الربانية، فرمضان مدرسة للصبر والتزود من خشية الله والمنافسة في الخيرات، وهو فرصة لمراجعة النفس وتصويب السلوك وترويح القلوب وتقويم العوج، فإضاعة الوقت بمشاهدة التلفاز هو مضيعة للوقت، وترك الفرصة لشياطين الأنس أن يسيطروا على عقولنا، وسرقة الجوائز الربانية منا.
ويا طالبي نصر الأمة عليكم أن تدركوا جيداً أن رمضان شهر الصوم والجهاد والنصر شهراً متميزاً في قرون تميزها، أنجزت فيه الفتوحات الرائعة، وكتب الله لها النصر في محطات فاصلة وحاسمة، بدءاً بغزوة بدر الكبرى ثم فتح مكة، ومروراً بموقعة حطين بل إن النصر اليتيم الذي حققه العرب على الصهاينة في حرب نظامية – لم تكتمل الفرحة بها عقب توقيع معاهدة السلام - كان في شهر رمضان (1973م).
كما نوجه الحديث إلى الآباء والأمهات، كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فكما يتم رفع جهاز التلفاز وجهاز الكمبيوتر من البيت في أوقات الامتحانات، عليك غلق جهاز التلفاز في رمضان، أو تشفير كل القنوات عدا الإسلامية النافعة منها، وغرس أهمية استغلال هذا الشهر الفضيل في تحصيل الدرجات العليا من الطاعة والعبادة والتقرب إلى الله تعالى.
رمضان بلا نفحات إيمانية ودعوات لمقاطعة البرامج التلفزيونية Reviewed by Unknown on 10:48 ص Rating: 5
كافة الحقوق محفوظة لمدونة مدونة الدون-dz © 2014 - 2015
يمنع النقل دون إضافة المصدر

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.